هل هنالك علاقة بين مرض الجلد الذي يعاني منه سائق الباص وبين تعرضه لاشعة الشمس اثناء عمله؟ هذا السؤال الذي يتم بحثه حاليًا في اروقة محاكم العمل، حيث ستنظر محكمة العمل اللوائية في حيفا مجددًا في هذه القضية ، بعد ان نجح المحامي سامي ابو ورده باقناع محكمة العمل القطرية بعدم الاخذ بالتقرير الذي اعده المختص بالشؤون الطبية المتعلقة بامراض الجلد، والتي امرت بتعيين مختصًا آخر لفحص الاسباب التي ادت لاصابة سائق الحافلة بامراض الجلد، وتقديم تقريرًا جديدًا للمحكمة بهذا الشان.
وكان المحامي سامي ابو ورده المختص بقضايا الاضرار الجسدية، قد تقدم بدعوى للمحكمة مطالبًا مؤسسة التامين الوطني الاعتراف بالاضرار التي لحقت بموكله كاصابة عمل، حيث عمل موكله وهو في العقد السادس من عمره، سائقأ لحافلة باص على مدار 23 عامًا، وحسب ادعائه كان معرضًا خلال عمله لاشعة الشمس وخاصة خلال اشهر الصيف ونتيجة ذلك اصيب بمرض جلدي من نوع "سولار كيراطوسيس".
الّا ان محكمة العمل اللوائية رفضت الدعوى، واعتمدت بذلك على قرار المختص الطبي الذي فحص الامر، حيث جاء في تقريره ان الاصابات التي ظهرت على جلد السائق المُدعي هي نتيجة التعرض لاشعة الشمس، ولكن لا توجد علاقة بين اصابته بهذا المرض وبين ظروف عمله. الامر الذي ادى بالمحامي سامي ابو ورده تقديم استئناف لمحكمة العمل القطرية مدعيًا ان الاجوبة التي قدمها هذا المختص لم تكن كافية ومقنعة وانها كانت مكررة دون ان يعلل الاسباب لاتخاذه هذا القرار، وفي اعقاب ذلك قرر قضاة المحكمة، (نائبة رئيس المحكمة القاضية فارده فيرط-ليبنه، القاضي ايلان ايطاح والقاضية سيغال دفيدوف-موطله) عدم الاكتفاء بهذا التقرير الطبي وامروا بتعيين مختصًا اضافيًا واعادة النظر في هذه القضية مجدداً في محكمة العمل اللوائية.
واشار المحامي سامي ابو ورده ان قرار المحكمة بتعيين مختصًا ثانيًا يعتبر قرارًا استثنائيًا لان المحاكم تمتنع بشكل عام عن اتخاذ قرارات من هذا القبيل.